السلام عليكم والرحمة..
أتمنى أن تكونوا بخير وأن لم تكونا كذلك فحاولوا ان تكونوا بخير
(( أهدي هذا الموضوع إلى هذه الدنيا التي مُلِئت أقنعة ))
[color:52e3=darkorange:52e3]القناع ...the mask
[COLOR="Blue"]لن يكون حديثي في هذا الموضوع عن فلم القناع الشهير (( THE MASK )) ولاعن بطله (( جيم كيري ))، ولكن سيكون حديثي عن الأقنعة التي (( لابد )) أن نرتديها جميعاً ـ إلا من رحم الله ـ !!؛ لأن (( القناع )) الذي نرتديه يُظْهِر للآخرين (( صورة )) غير الصورة (( الحقيقية لنا ))، ويخفي عن الأعين (( شخصيتنا الحقيقية )) والتي تكون في الغالب (( عكس القناع ))؛ فالشخصية والقناع (( متلازمين متضادين )) !!! … كيف ؟!
إن كلمة القناع تعني باللغة اللاتينية القديمة (( برسونا )) : PERSONA ، ومنها إستمدت اللغة الإنجليزية كلمة (( الشخصية )) : PERSONALITY..
(( ..ولقد ارتبط هذا اللفظ بالمسرح اليوناني القديم إذ اعتاد ممثلو اليونان والرومان في العصور القديمة ارتداء أقنعة على وجوههم لكي يعطوا انطباعاً عن الدور الذي يقومون به، وفي الوقت نفسه لكي يجعلوا من الصعب التعرف على الشخصيات التي تقوم بهذا الدور … ومع مرور الزمن أُطلق لفظ (( برسونا )) على الممثل نفسه أحياناً، وعلى الأشخاص عامة أحياناً أخرى، وربما كان ذلك على أساس أن الدنيا مسرح كبير وأن الناس جميعاً ليسوا سوى ممثلين على مسرح الحياة ))!!
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وإذا كان الأمر هكذا فماهي الأقنعة التي نرتديها على مسرح الحياة الكبير!!
الجواب:
الأقنعة كثيرة جداً (( للأسف ))، فنحن نرتدي أقنعةً خاصة بصفاتنا؛ وأقنعةً خاصة بأفعالنا وأقنعةً خاصة بآرائنا وحتى أقنعة خاصة بمعتقداتنا!!
ولو فهمنا هذه الحكمة التي تقول : (( من السهل أن يحترمك الناس .. ولكن من الصعب أن تحترم نفسك.)) لما كنا بحاجة إلى إرتداء قناع (( يُكْسِبُنا )) إحترام الآخرين لكنه في نفس الوقت يزيد (( إحتقارنا )) لأنفسنا .. والسبب!!
أننا نعرف أنفسنا (( جيداً )) .. (( فلا يعرف ثقب الجورب إلا الحذاء ))
وقبل أن نتعمق في موضوعنا دعونا نعرف (( مصطلح القناع )):
فالقناع هو مايُظهره الشخص ليعكس (( صفة )) أو (( فعل )) أو (( رأي )) أو (( معتقد ))؛ ليراه الناس فيظنون أنه فيه وهو في الحقيقة يفتقد إليه ولايوجد عنده لا (( طَبْعاً )) ولا (( تَطَبُّعاً ))!!
وعندما نقول إنه يفتقد إليه (( طَبْعاً و تَطَبُّعاً )) أي أن هذه الأمور الأربعة السابقة ليست عنده (( طَبْعاً و جِبِلَّة )) ـ جبلها الله فيه وجبله عليها ـ؛ وليست (( تَطَبُّعاً )) أي أنه يحاول جاهداً إكتساب هذه الصفة المفقودة فيه ..
وبالنسبة (( للطَبْع والجِبِلَّة )) فهناك كثيرٌ من الصفات والأمور التي (( طبعها )) الله في بعض عباده دون غيرهم، ويدل على هذا حديث الأشج عبد القيس: (( إن فيك لخلقين يحبهما الله : الحلم والأناة )) قال يا رسول الله أهما خلقان تخلقت بهما ,أم جبلني الله عليها . قال : (( بل جبلك الله عليهما )) فقال :الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله"
وهنا يتبادر للذهن إشكالية:
هل هناك فرق بين (( القناع )) و (( التَطَبُّع )) ؟؟!!
والصحيح أن بينهما فرقاً !!
(( فالتَطَبُّع )): هو محاولة بذل أقصى الجهد والوسع لإكتساب صفة غير موجودة، وهذا الجهد في النهاية يؤدي إلى (( تحقق )) هذه الصفة أو تحقق (( جزء منها )).
وعلى قدر (( الجهد )) وطول (( الممارسة )) والصبر تكون النتيجة …
وكما قال صلى الله عليه وسلم : (( العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يصبر يصبره الله )) - أو كما قال -
وأما (( القناع )) : فهو فقط لإظهار الصورة المفقودة (( دون بذل الجهد ))، ولايطمح صاحبه أن تكون هذه الصورة (( المعكوسة )) موجودة فيه (( حقيقةً )) بل يكتفي (( بإنعكاسها )) على الآخرين وإعتقادهم أنها موجودة فيه !!
والأمثلة ستوضح المقصود
القناع الخاص بالصفات
مثاله: رجلٌ (( بخيل )) ويُقَتِّر على أهله ونفسه، ولكنه إذا (( عاشر )) الناس إرتدى قناع (( الكرم ))؛ فأمامهم (( ينفق ويبذل )) بل حتى ويتصدق !!
وإذا كان (( لوحده )) خلع قناعه فيرجع إلى (( عادته القديمة )) ..
ولربما عندما كانت (( الأعين تجاهه )) بذل من ماله آلآفاً مؤلفه، وإذا كان (( خارج دائرة الضوء )) رفض أن يعطي مسكيناً ريالاً واحداً ..!!! ..
قــنــاع !!!
القناع الخاص بالأفعال
مثاله: رجل (( يَدَّعي )) أنه (( رجل المواقف الصعبة ومثال الشخص النبيل))، وأنه يحب مساعدة الآخرين (( ويطنطن )) دائماً بقوله (( الناس للناس )) … ويكثر من قوله صلى الله عليه وسلم : (( من فرج عن مسلم كربه .. ))
وإذا سمع (( أن التاجر أو الوجيه أو مدير الدائرة الحكومية الفلانية فلان )) أنه أصيب بمصيبة وقف معه وسانده واتصل عليه، ولكن إذا (( طرق )) بابه رجل من (( غوغاء )) الناس لاجاه ولامنصب (( وطلب )) منه خدمةً أو شفاعةً .. أغلق الباب في وجهه ..
وماأكثر الإخوان حين تعدهم # # # ولكنهم في النائبات قليل.
قــنــاع !!!
القناع الخاص بالآراء
وحتى لايُفهم من الأمثلة السابقة أن القناع يكون فقط لإظهار (( أمر جيد )) و إخفاء (( أمر سيء )) سنعكس الأمثلة :
رجلٌ (( يُحسُّ )) بنقص في شخصيته ويحب (( تسليط الأضواء عليه )) فلايرى مكاناً (( يسُّد )) فيه نقصه مثل الإنترنت؛ فيدخل المنتديات ويبدأ بالكتابة (( المتناقضة!! ))
فتارةً (( يمدح أهل الخير )) ويثني على دعاتهم و (( يُقَدِّس )) رموزهم !!
وتارةً (( يمدح أهل الشر )) ويثني على دعاتهم و (( يُقَدِّس )) رموزهم !!
وتارةً يأتي بالطوام ويتكلم في أمور (( عقدية )) و (( تشريعات إلاهية )) هرب منها (( فطاحلة العلماء )) ومن (( شابت لحاهم )) في طلب العلم ..
ولكي (( يُشْبِع عقدة النقص التي عنده )) ترى له عدة (( مُعَرِّفات ))؛ فيناقش نفسه !! ويناقض نفسه !! ويثني على نفسه !! ويقدح على نفسه !!
(( تعددت الأسماء والشخص واحد !! ))
فهو مع (( الخيل )) .. وأي بقعة كانت (( أشهر له )) … (( رتع فيها ))
ولو رأيته خارج النت وناقشته لرأيت أنه (( لايرى ولايعتقد )) كثيراً مماكتبه إطلاقاً ..
وكم من رجال في العيون وماهم # # # في العقل إن كَشَّفْتَهم برجال.
قــنــاع !!!
القناع الأخير قناع المعتقدات.
وهو أخطر الأقنعة …
وصاحبه يُظهر (( من الدين )) غير مايبطن ..
وأكبر مثال على هذا القناع (( المنافقون )) فهم أظهروا (( الإيمان )) وأبطنوا (( الكفر ))
قال تعالى: ((وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ))
قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))
وقال تعالى: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ))
وقال تعالى: (( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ))
ويدخل ظمن هذا القناع (( إظهار وإخفاء )) شيء من الدين والعبادة ..
وهذا القناع نوعان:
قناع (( محمود )) وقناع (( مذموم )) …
أما القناع (( المحمود )) : فهو أن (( يُظْهِرَ )) الرجل للناس من (( دينه وعبادته )) أقل (( مما يُخْفِي )) أي بعبارة أخرى: أن يكون سِرُّه أفضل من علانيته … وأنعم بهذا القناع وأكرم !!
أما القناع (( المذموم )) : فهو أن (( يُظْهِرَ )) الرجل للناس من (( دينه وعبادته )) أكثر (( مما يُخْفِي )) أي: أن تكون علانيته أفضل من سِرُّه … وهذه والله المصيبة !..
فيكون هذا القناع قناع (( رياء )) الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أخوف ماأخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا : وما الشرك الأصغر يارسول الله ؟ قال : الرياء ))
مثال آخر عن المعتقدات:
رجلٌ (( يَدَّعي )) الكفر !! .. ليهرب من العذاب .
كما كان بعض (( ضعفاء الصحابة )) يفعله بعد أن (( أجاز )) الله لهم ذلك بقوله تعالى : (( إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ))
قــنــاع !!!
وللحديث بقية........