بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
..
أهلا وسهلا بكم أحبتي رواد وعشاق
الكرة
الإسبانية في كل مكان وزمان ..
نبـدأنعيشُ في عالمِ كرويِ الشكلِ مقعرٍ عندَ إحدى طرفيهِ ..
كانت عبارةٌ عن مناطقٍ صحراويةِ جافةِ البقاعِ
http://www.lebnights.net/vb/icon.aspx?m=blank,,
ولكنها بدأتْ تتغيرُ شيئاً فشيئاً مع مرورِ الوقتِ
وتغيرِ الأشكالِ والأزمنةِ ..
حتى وإن إستقرتْ على هذهِ الحلةِ الجميلةِ ..
,,
ببساطةِ هي كوكبُ الأرضِ الجميلِ والأكثرُ جمالاً عن سائرِ كواكبِ الدنيا ..
فقد كنتٌ في إحدى الأيامِ .. جالساً أمامَ شاشةِ التلفازِ الصغيرةِ
أشاهدُ إحدى العروضِ
الإسبانيةِ المتثملةِ .. في نقلِ أحداثِ مبارياتِ مصارعيِ الثيرانِ
,,
الأمرُ كان ممتعاً في بادئهِ .. ولكن في لحظةِ تأملٌ في أحداثِ تلكَ المصارعةِ
طارَ ذهني من دونَ أن أشعرَ بذلكَ الى أرجاءِ ذلكَ المكانِ
الذي اقيمتْ فيه مبارياتِ تلك المصارعاتِ ..
,,
بدأَتُ أشاهدُ المصارعَ الإسباني وكلي إستغرابٌ ودهشةٌ .. ؟؟!!
كيف إستطاعَ أن يتحملَ ضرباتِ الثورِ الهائجِ الغاضبِ جداً على ما إقترفَه المصارعُ تجاهُ ..!!
,,
إنتهتْ تلكَ الملحمةُ بين المصارعِ والثورِ على خيرٍ ..
فخرجْتُ خارجَ أسوارِ ذلك الملعبِ لأتمشى قليلاً في أرجاءِ
إسبانيا ..
,,
كانت شوارعُها مفعمةً بالأشكالِ الغريبةِ والعجيبةِ
إذ قد رأيتْ مجسماتِ عملاقةٍ على أشكالِ لاعبي ومحترفي كرةِ القدمِ ..
ويبدون كالتماثيلِ الأسطوريةِ التي لا يصنعُها إنسانٌ إلا عندما يفعلُ ذلك الشخصُ
شيئاً عظيماً يصعدُ ببلادهِ الى
الأعاليِ ..
,,
بدأتْ أجولُ وأجولُ أرجاءَ المناطقَ الإسبانيةِ والنسيمُ العليلَ
يتخلخلُ ويتغلغلُ في أنفاسيِ .. كيف لا وأنا أسيرُ بإحدى أجملِ البلدانِ
متعةً كرويةً في العالمِ ..
دخلتْ منطقةَ غريبةَ بعض الشيءِ .. إذ أنها تحويِ بعض الوجوهِ العربيةِ المألوفةِ
رغمَ إنها إسبانيةُ الجنسيةِ
فقد كان سكانٌها يرتدونَ إحدى اللونين
الأخضرِ المقلمِ بالأبيضِ
او الأبيضِ المخطوط بالعرضِ
بالأحمرِ ..
كان الشخصُ الأخضرُ ينظرُ الى الشخصِ الأخرِ ذوي اللباسِ الأبيضِ
بنظرةٍ محتواها غضبٌ وكرهٌ وحقدٌ لم أرى له مثيلْ ..!!
تركتُهم في شأنِهم .. وأكملتُ سيري ..
ولم اشعرْ إلا بشخصين يقطعانْي طريقي
مبادرانِ إيانيِ بالسؤالِ ..
قائلين :
هل انت من عشاق كرة القدم ؟
فجاوبتهما :
نعم وهذا شيء أكيدٌ
فقالا :
تفضل معانا كي ترى فرجة كروية أندلسية خلاصة ..
فوافقت وذهبت معهما ..
وإذ بهما يضعان طاولةَ متوسطةَ الحجمِ
عليها شاشة تلفاز صغيرة وجهاز عرض أفلام (
فيديو )
وعلى الطرف الأيسر من الطاولة كان هناك مبلغ من المال ومعه بعض القطع النقدية ..
فسألتهما لما هذه النقود ؟؟
فأجابا .. إنها نقود الناس التي تدفعها لنا من أجل ان تتابع لقطات ومشاهد لم يرها أحدٌ قبلاً ..
أردت أن أدفع .. فرفضا ان يقبلا قرشا واحدا ..
,,
فسرعان ما بادرا كلا منهما بتشغيل الجهازين في آن واحدِ ..
حتى وإن بدأ العرض .. الكبير بصور وشعارت أندية اللاليجا الإسبانية ..
لتصب في على شكـلـ .. شعار البطولة الإسبانية
L F P ,,
في بداية الفيديو ظهر نجمان من بلاد الأندلس ..
أحدهما
أبيضُ البشرةِ والأخر
أسمرُ البشرةِ
فصاحب البشرة البيضاء كان سريعا جدا ومميزا في إنطلاقته
صحيح أنه أناني جدا لكنه كان لاعبا ذو طبعةٍ خاصةٍ على مباريات بيتيس ..
خـواكيـن,,
من منا لا يعرفُ هذا الجناحُ
الطائر خواكين ؟؟فهو من كانت له إنطلاقته الصاروخية وقدرته على التلاعب في المدافعين
ربما كانت هناك حساسيةُ بينه وبين زملائه ..
على أساس أن خواكينَ كثيرا جدا ما يحاول ان يلعب دور
super man مما سهل من ضياع الكثير من الفرص والأهداف ..
ورغم ذلك .. فمميزات خواكين الهجومية غطت على تلك العيوب ,,
,,
بدأت أشاهد لمحاته في المشاهد .. المعروضة
تمريراته كانت مميزة وسحرية
وعرضيته كانت جيدة جدا ..
لا سيما بعض التمريرات المتبادلة
( 1-2 ) مع زملائه ..
,,
إنتهت لقطات خواكين وتحولت الى لقطات للفتى
الأسمر الأخر ..
الذي كان ندا شرسا لخواكين ورفقائه ..
كان طويل القامة .. وعملاق الجسد ..
يمتلك سرعة جيدة جدا ..
ناهيك عن ضرباته الرأسية التي تشبه
ركلات الجزاء
من بلاد ال
سيل
ساو
المرعـبـ
خوليو
بابتيستا ,,
لقطات الوحش الأندلسي كانت أجمل بقليل من لقطات الجناح الطائر البيتيسي بنسبة بسيطة .. تقريباً
قد صبت في صالح الكفة
البرازيلية !!
,,
فقد كان بابتيستا .. يجيد اللعب في مركزين .. ممتازين جدا
مهاجم صريح او صانع العاب ( في
اشبيلية )
وهذا ما جعل أمر مراقبته شيئا صعبا جدا ..
إذ كيف للمدافع ان يراقب صانع العاب ومهاجم في آن واحد ؟؟
ليس هذا وحسب .. وإنما إمتاز ذلك الوحش العملاق
بقدرة مميزة على تنفيذ الضربات الحرة المباشرة بحرفية
فقليلا جدا ما تضيع مكان وصولها الصحيح ..
وأيضا كانت لديه الخشونة المميزة في قهر أعتد مدافعين
إسبانيا جميعهم دون إستثناء ..
,,
مع إندامجي كل الإندماج مع المشاهد الرائعة والمذهلة ..
قام كلا الشخصين (
الأندلسي &
البيتسي )
بإغلاق جهازي التلفاز والفيديو في آن الواحد ..
فسألتهما :
لما قمتما بذلك ؟؟ فأجاباني :
لقد رحلا منذوا زمن
ولم تعد هناك متعة ولا فرجة في منطقتنا ..
يمكنك الرحيل ايها السيد .!!
,,
ما عساي أن افعل سوى ان اتركهما ..
فتركتهما وعدول للتجوال مرة أخرى ..
وصلت لمكان غريبِ جداً
او بالأصح لمدينة يسودها الظلامُ الدامس
والغريب والعجيب
إننا في منتصف النهار
فكيف لمدينة كاملة أن تكون ظلماء وسوداء اللون ؟
والشيءُ الأكثرُ غرابةً هي وجود أناس تصول وتجول في تلك المدينة
كأنها ترى بعضها بعضاً في ذلك الظلام ..!!
مما أثار فضولي ..!
وقلت في نفسي .. لابد من وجود فرجةٍِ كروية مختبئة هناك ..
فذهبت ورأيت أناساَ ترتدي أشرطة على رؤوسها ..
وعليها اشكال للجماجم وشعار
نادي الخفافيش الملقب بنادي (
فـالنـسيـا )
,,
شكلُ الشعار يبدو جميلا ويدل على مدى إرعاب هذا الفريق لخصومه سواء كانوا
صغارا ام كبارا ..
,,
جائني طفل .. يرتدي نفس تلك الشريطة الموجودة على قحف الجمجمة ..
قائلا لي :
يبدو انك غريب على مدينة
الخفافيش ..
ولكن إن كنت من محبي الكرة تعال معنا وأعدك بأنك ستخرج مستمتعا ..
فوافقت مباشرة ..
ودخلت الى ملعبِ عملاقِ جداً وهو بالتأكيد يليق بعملقة ذاك النادي ..
الميستـايـا,,
دخلتُ في منتصفِ المبارة ورأيت أناسا تصـرخُ بشدةِ .. وكأنهم
لأول مرة يتابعون مبارة
لفريق الخفافيش ..
نظرتُ الى أرضِ الملعب فوجدتُ شخصاً قزماً
وذوي شعر غير مرتبٍ البتةِ ..
يمكننا القول أن شعره كان يشبه
شعر ماردونا الـراحـلـ ..
إبن التـانـ
جـو ..
بـابـلـو أيـ
مـار
,,
كان سريعاً جداً وصانع العابِ ممتازِ جداً
أعجبتني لقطته المميزة عندما يقوم بالتلاعب ( ترقيص ) لاعبين في آن واحد
وهذا ليس بالغريب أبدا ..
فأيمار يحمل عروق
أرجنتينية أصلية
ونحن نعلم كل العلم أن من يحمل تلك العروق فبالتأكيد هـو يمـلـكـ .. طاقات وسحرا غير
محدود أبـدا ..
,,
إنتهت المبارة بفوز فريق
الخفافيش ..
لم تهمني النتيجة كثيرا ..
فقد أمتعني بقوة ذلك الفريق بتلك المبارة ..
بعدها بدقائق من خروجي من الإستاد العملاقِ ..
عاد الطفل ذوي شريطة الجمجمة ..
وقال لي :
هل إستمتعت ؟؟ فأجبته : نعم إستمتعت وكانت مبارتكم جميلةً جدَا يا فتى ..
فقال إلي بصوتٍ يشبه صوتَ الحزينِ
: لو كنا نملك بعض الحظ لتسيدنا الليجا لسنوات طويلة .. فتركني وذهب قبل ان أرد عليه .. او حتى بالتفكير بالرد عليه ..
,,
لم يعدْ هناك شيءٌ يستلزمُ بقائي هنا ..
عدتُ للتجوال مرةَ أخرى ..
ووصلت الى منطقة هادئة تعجُ
بأفرادِ هادئين جداً
تمشيتُ قليلاً متأملاً في تلك الأماكن الجميلة ..
وصلت لملعب عملاقِ جداً أكبر بقليلِ عن
ملعب فالنسيـا ..
هذا ما بدأ لي .. !
سمعت أن هناك مبارة ستجري
بعد دقائق ..
في ذلك الملعب ..
فقلتُ إنها فرصة قيمة .. أن أرى فرجة
ومواهب وفنيات اجمل واحدثـ ..
ذهبت لشباك التذاكرِ ..
فقابلني رجلٌ يبدو انه في
السبيعينيات من العمرِ ..
فكانت له لحيةُ بيضاءٌ
وكان يرتدي قميصاً مقلما بالأزرق الغامق
نسبيا .. والأحمر .. ويضع في جوارهِ
كرة بنفس الألوان كهذه ..
[url=http://tbn0.google.com/images?q=tbn:v7gtGad7xanzcM:http://www.soccer.com/Images/Catalog/ProductImages/300/1107461.JPG]http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...00/1107461.JPG[/url]
قال لي ذاك الرجل العجوز : ايها الغريب .. أنصحك أن تتابع صاحبي الرقم
9 &
10 والا فإنك ستفقد حلاوة المتعة ..
تركتْهُ وذهبتُ متوجهاً الى داخل الإستادِ
وأخذتُ مقعدي بالصفوفِ المتوسطةِ ..
بدأت المبارة بالإشتعال شيئاَ
فشيئاً فكلما تذهب الكرة لأصحاب الرقمين
9 &
10 المتمثلين بالساحر البرا
زيلي والكامي
روني
رونا
لدينهو & و
إيتو ,,
,,
فبعد فاصلِ من المهاراتِ الكرويةِ المذهلتين من كلا اللاعبين
إستطاع إيتو أن يسجل هدفـاً مميزاً
مما جعلني أشعر بإهتزازِ في مكانيِ
نظراً للزالزال الذي قد قام به الجمهور
جراء ذلك
الهـدفـِ ..!
مرَ الوقتُ مسرعاً كالصاروخِ ..
وإنتهت المبارةُ بـفـوز أبنـاءِ مقاطعةِ كاتلونيـا .. أداءً ولاعبـاً .. ,,
خرجتُ من الإستادِ وسمعت صوتَ يشبهُ
صوتَ الرجل العجوز الذي باعني تذكرة المبارة ..
ذهبت إليه وسألني .. :
هل ركزت على صاحبي الرقمين
9 &
10 فأجبته : نعم وكانا رائعين فعلا ..
فقال وهو مبتسمٌ : لم ترى شيئا فلو عدت الزيارة أعدك بأنك ستمتع أكثر فأكثر ..
فقلت له شكرا .. ربما
لا اعمل بنصيحتك ..
تركت عليه علامات التعجبِ على وجهِ ..
وعدتْ كما بدأت أجولُ باحثاً عن سبب وجوديِ ..
حتى وإن وصلت الى قلب البلاد ..
سمعت أصواتِ وألحانِ إسبانية جميلةَ جداً
حتى إنها سببت لي بعض الإسترخاءِ والتطلعَ للنومِ ..
وهي أصـواتـ الغـيـثـار الإسبـانيـ .. (
العود بالكويتي http://64.151.115.197/icon.aspx?i=icon_smile_tongue )
,,
بعد أن أستمعَتُ لتلك الأصواتِ المرهفةِ ..
ذهبتُ لأبحث عن ملعب وإستادِ يشبه تلك الملاعب التي قد دخلتُها ..
لم أجدْ بشراَ يمشون او يمارسون حياتهم .. سوى ذلك الشخص صاحب الغيثار ..
فقلت لنفسي :
هل أنا بمكان لا يوجد به ذوي بشر أم انا في مكانِ معزول عن العالم ؟؟
بدتُ أبحثُ عن إستادِ عملاقِ لأرى إن كان به بشرٌ ام لا ؟؟
وبعد عدة دقائق من البحث ..
تحقق مرادي ووصلت الى ملعبِ
أصغر بقليل من حجم
ملعب برشلونة ..
ولكنه
بدأ جميلا وكلاسيكيا أكثر ..
ذهبت الى شباكِ التذاكر
لأحجزَ تذكرةَ لعل وعسى أن أستمتعَ ..
لكني ذهلت بعدم وجود بائع التذاكر وتاركاً
مكتبه مفتوحاً ..
فقلت يبدو ان بالداخل أمرا ما .. يجب أن أتحقق ..
فدخلت .. وبدأت أسمعُ أصواتاَ غريبةَ ..
بعد إن إقتربت شيئا فشيئا من الباب المؤدي للملعب ..
لم أستطع ان استمر بالمشي وبدأت أجري لأصل الى الباب ..
وما إن
وصـلـتـ ..
رأيت أمةَ مـدريـد كلهـا في هذه
القطعة الخـضـراء من الأرض ..
إقتربت من الأسوار .. وبدأت أنظر الى نجوم الفريقِ ..
ويالهم من نجومـِ ..
,,
زيزو ,,
رونالدو ,
ربرتوكارلوس ,,
لويس فيغو ,,
وراؤول غوانزليس بلانكـو ..
كوكبةُ من خيرةِ نجومِ العالم ..
تجمعت في زيٍ واحدِ
زي نـاديـ ..
REAL
MADRID CFريـال
مـدريـد الإسبـانـي ,,
بدأت مبارتهم .. ويالها من مبارةِ كبيرةُ تليقُ بأسمائهم .. فرداً
فرداً دون إستثناء ..
فها هو
زيزو يستلم الكرة
ويعملُ لفته السحرية الشهيرة
ويمرر الى الجهة اليمنى حيث
بيكهام بيكهام يحاول المرواغة ولم ينجح
ينقلها عرضية الى الجهة اليسرى .. الى فيغو
فيغو يحاول المراوغة ينجح .. ولكن يفضل ان يعيدها
لربرتوكارولس ربرتوكارلوس ينطلق .. ولازال ينطلق بسرعته الجنونية ..
وهذه عرضية ..
راؤول بالرأس ..
لرونالدو ورونالدو يشووووووت على الطائر ..
غو
ووووووووووووولـيـتـو
وووووو ..
غ
وليتو غ
وليتو غ
وليتو ..
لويز نزرايو دوليما
رونالدو يحرز أول أهداف اللقاء للملـوكـ ..
بعد سلسلةِ من التمريرات السحرية ..
شوف الفرحة للسحرة والهدف الجميل الذي لا يوصـفـ ..
,,
فواصلٌ تلتها فواصلُ ,,
سحرٌ تلاه سحرٌ ..
إنتهت المبارةُ وتمنيتُ الا تنتهي..
خرجت خارج الملعب .. وكأنني لأول مرة أرى مبارة كرةَ قدمِ
محتواها كله سحـرٌ كروي .. ومهارات فردية نـادرة ..
فنظرأت الى السماء .. المغطاة بالنجومِ ..
وأغمضت عينايِ .. قليلا وفتحتها
فوجدت نفسي أمام شاشة التلفازِ
وهي تنقل برنامج
مصارعة الثيران,,
يبدو اني كنتُ احلمُ من جديدٍ ..
إلا انه كان حلماً جميلاً جداً
قد فاقَ .. حدودَ الجمالِ والروعـةِ ..
وهذه هي يا سـادة ..
قصـة المـصـارعُ والـثـورُ ..